إن وجدت ذلك الكاتب الذي يرضي بدور محرك الظل تاركا شخصياته تتحدث إليك ,تنفذ إلي روحك و تفعل الأفاعيل دون فرض منه لسلطته الأبويه عليهم فاتبعه يا بني إلي أخر العالم :)
مجموعة قصصيه قصيرة , متميزه .. بها ذلك الشئ الذي يترك في روحك المذاق الذي يتركه فنجان منعش من القهوة عندما تكون في أمس الحاجه إليه..
لم أتوقع الكثير قبل قرأته خصوصا و أنه أول عمل للكاتبه , و بالرغم من ذلك أنهيت قرائته في زمن يتراوح بن الساعه و نصف إلي الساعتين .. و ابتسمت :)
الكاتبة شديدة البساطة , لا تري في الأشياءإلا ما فطرها الله عليه , و من هنا كان الكتاب شديد الأثر في الروح ..
كثير مما ستقرأه هنا مررت به أنت و لم تفطن لمعناه أو فطنت له متأخرا و لهذا وجب علي أن أحييها ..
ننتقل إلي المجموعة كل علي حدة بإيجاز .
" طول عمر عودي ملفوف لا زاد و لا قل .."
"ثم نجد انفسنا بعد الضحي و لا عمل لنا , فنجتمع في بيت أحدنا و لا نفعل شيئا إلا الأكل و الضحك حتي أذان الظهر نحضر (فتة الفول النابت ) و (فة العدس) أو نخبر الفطير الساخن لنتسلي , فنأكل جميعا و معنا الأطفال ... أكل أنا فيزاد عودي التفافا ووجهي إصباحا , أما هن فيأكلن فيسمن و يحسددنني علي عودي ووجهي المضئ
يقلن ما بالك لا تسمنين مثلنا فأضحك منهم و لا أرد "
قالتها الجده الطيبه المسنة في حوارها الرائع مع حفيدتها الذي كان ينقطع دوما بسبب دائها (الزهايمر ) ..هذه القصه بالنسبة إلي من أجمل ما حوي هذا الكتيب
احتمت الفتاة في ذراع عباءة جدّها وقاية من البرد في إنتظار القطار المتأخر ..
"سألني عما أراه فأجبته : السماء
فقال : و في السماء رزقكم و ما توعدون ,فورب السماوات و الأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون .
جدي العزيز , كيف توقعت أن تفهم طفلة صغيرة لم تتعد السابعة ما تقول ؟
في السماء رزقكم و ما توعدون , هكذا علمتني , و لم أنتظر بعدها أبدا رزقي من الأرض "
ستقرأها الكثير من الفتيات , و ستبكين كما لم يبكين من قبل :)
التهمتها التهاما , تذكرت أناسا أعرفهم و أناسا لكم تمنيت أن أعرفهم ..
ذكرتني كثيرا برائعة نجيب محفوظ حكايات حارتنا مع إختلاف المضمون كليا ..
رائعه بلا تعليقات .
مضحكة مريرة , ما أكثر الذين يتحدثون فلا يسمعهم أحد .. و ما أكثر العلاقات التي أمكن إنقاذها بمجرد جملة لم تفهم قط .. لم يتم الإستماع لها أبدا ..
موجعة , كما هو الواقع ..
لكم وددت لو أقتبست منها , و لقد حاولت ووجدتني ساكتبها كاملة فاّثرت الصمت :)
فقط لو ندرك ..
فاتني كتير قوي يا أبو طه :)
واقعية إلي حد الإبتسام :) .. لكم من المشاعر -أكرر- ضاعت بسبب جملة أحسسناها و لم نقلها ..
فقط لو علمنا متي سيرحلون , لكنا غيرنا أشياء و أشياء ..
لا تعليق لي عليها , حقا .. أوجعتني
توفقت بعدها لحظة و فكرت :)
لم أفهمها فعلا , بدت لي كخاطرة لم تكتمل .. سأعيد قرائتها مرة أخري لعلّ العيب مني ..
قد يقضي البعض عمرة حسرة علي قطار فاته ..
إيمان ماضي , لكي تحياتي .. في إنتظار عملك الضخم القادم ..
أراكي حيث الفرح :)