على هامش السيرة > مراجعات كتاب على هامش السيرة > مراجعة أحمد واكد

على هامش السيرة - طه حسين
تحميل الكتاب

على هامش السيرة

تأليف (تأليف)
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟

لا يوجد صوره

بأسلوبه الراقي المشوق يحدثنا عميد الأدب العربي في هذا الجزء من الكتاب عن أهم الأحداث التي وقعت في الجزيرة العربية و ما حولها قبيل ظهور نبي الإسلام.

لم يعمد طه حسين إلى تحري الصدق أو إعمال العقل فيما نقله من أخبار تلك الفترة, و ليس قعوده عن تلمس أسباب البحث العلمي في تدقيق ما أورده من روايات نتاج كسل منه أو عدم مقدرة على تتبع هذه الروايات و معرفة ما هو مدعم بأسانيد يقبلها العقل وما هو غير ذلك, و لكن السبب يرجع في الأساس إلى رؤية طه حسين لأهمية نقل أخبار تلك الفترة كما إنتشرت فيها دون تنقيح أو تهذيب, حتى يستطيع القارئ الحديث أن يطلع على فكر و أدب تلك الفترة.

لذا فهذا الكتاب ليس لتأريخ أحداث تلك الفتره و لكنه لتأريخ ما أذيع من أخبار تلك الفترة.

و فيما يلي بعض أجزاء من مقدمة الكتاب يشرح فيها طه حسين لماذا أقدم على كتابة هذا الكتاب بهذه الصورة.

"هذه الصحف لم تكتب للعلماء و لا للمؤرخين, لأني لم أرد بها إلى العلم, و لم أقصد بها إلى التاريخ. و إنما هي صورة عرضت لي أثناء قرائتي للسيرة فأثبتها مسرعا, ثم لم أرى بنشرها بأسا. و لعلى رأيت بنشرها شيئا من الخير, فهي ترد على الناس أطراف من الأدب القديم قد أفلتت منهم و امتنعت عليهم, فليس يقرأها منهم إلا أولئك الذين أتيحت لهم ثقافة عميقة واسعة في الأدب العربي القديم. و إنك تلتمس الذين يقرءون ما كتب القدماء في السيرة و حديث العرب قبل الإسلام فلا تكاد تظفر بهم"

"و أنا أعلم أن قوما سيضيقون بهذا الكتاب, لأنهم محدثون يكبرون العقل, ولا يثقون إلا به ولا يطمئنون إلا إليه. و هم لذلك يضيقون بكثير من الأحاديث التي لا يستسيغها العقل ولا يرضاها. و هم يشكون و يلحون في الشكوى حينما يرون كلف الشعب بهذه الأخبار, و جده في طلبها و حرصه على قرائتها و الاستماع لها. و هم يجاهدون في صرف الشعب عن هذه الأخبار و الأحاديث, و استنقاذه من سلطانها الخطر المفسد للعقول. هؤلاء سيضيقون بهذا الكتاب بعض الشئ, لأنهم سيقرءون فيه طائفة من هذه الأخبار و الأحاديث التي نصبوا أنفسهم لحربها و محوها من قلوب الناس. و أحب أن يعلم هؤلاء أن العقل ليس كل شيئ, و أن للناس ملكات أخرى ليست أقل حاجة إلى الغذاء و الرضا من العقل, و أن هذه الأخبار و الأحداث إن لم يطمئن إليها العقل, و لم يرضاها المنطق, و لم تستقم لها أساليب التفكير العلمي, فإن في قلوب الناس و شعورهم و عواطفهم و خيالهم و ميلهم إلى السذاجة, و إستراحتهم إليها من جهد الحياة و عنائها, ما يحبب إليهم هذه الأخبار و يرغبهم فيها, و يدفعهم إلى أن يلتمسوا عندها الترفيه على النفس حين تشق عليهم الحياة. و فرق عظيم بين من يتحدث بهذه الأخبار إلى العقل على أنها حقائق يقرها العلم و تستقيم لها مناهج البحث, و من يقدمها إلى القلب و الشعور على أنها مثيرة لعواطف الخير, صارفة عن بواعث الشر, معينة على إنفاق الوقت و احتمال أثقال الحياة و تكاليف العيش".

Facebook Twitter Link .
أوافق 3 يوافقون
2 تعليقات