لماذا قرأت هذا الكتاب ؟!
...
سنسميه تجاوزًا كتاب ،، قراته بعدما قرأت ما كتبه د.محمد البرادعي في كتبه سنوات الخداع عن زيارته إلى ليبيا ولقائه مع القذافي وما كتبه أيضًا الأستاذ هيكل في كتابه ( كلام في السياسة ) عن لقائه مع القذافي في القاهرة والذي وجه القذافي خلاله الدعوة للأستاذ هيكل إلى زيارة ليبيا ليشاهد بنفسه الكتاب الأخضر حيًا وفاعلًا ،، وقد شاهدت أنا بنفسي هذا الكتاب يُمزق وصاحبه يُقتل على أيدي ثوار ليبيا ،، فكان لا بد أن أعرف أكثر عن القذافي من خلال كتابه.
...
الكتاب - الذي نُشر في عام 1975 م- يسرد فلسفة القذافي وفلسفته في نظام الحكم والاقتصاد والاجتماع ،، وفيه يقتبس القذافي الكثير من نظرية الطريق الثالث للبروفسور البريطاني أنطوني جدنز الذي سعى من خلالها لإصلاح الليبرالية الديموقراطية ،، ورغم أن القذافي قد وضع يده على أغلب مشاكل العرب - بشكل عام - في مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع إلا أن حلوله لهذه جاءت كوميدية للغاية ،، فمثلًا في المجلد الثاني من شروح الكتاب الأخضر يدعو القذافي لحظر مهنة ( الحلاقة ) كحل للمشكل الاقتصادي لأنها مهنة غير منتجة مما دفع الليبيون للحلاقة في السر ،، ذكرني هذا بالحاكم بأمر الله الذي منع شعبه من أكل ( الملوخية ) ،، وكأننا موعودون دائمًا بالحكام المجانين ،، وهل هناك جنون أكثر من أن ينشئ القذافي ( المركز العالمي لأبحاث ودراسات الكتاب الأخضر ) الذي أنفق الملايين من أموال الشعب لطباعة وترجمة هذا الهراء الأخضر وشروحه وما كُتب عنه.
الرجل ذكر والمرأة أنثى
...
الجملة الأشهر للقذافي ،، والتي أثارت السخرية طوال فترة الثورة الليبية ،، الحق وحتى لا نظلم الرجل - يكفيه ظلمه لنفسه - أن هذه العبارة موجودة بالفعل في الكتاب ،، ولكنها في سياقها مقبولة تمامًا وتشبه قولنا ( الجدع جدع والجبان جبان ).