"سوف يبقى ذلك اليوم تاريخيًا في حياتي: ففيما كنت أستلقي على كرسي طبيب الأسنان المتحرك أبصرت شخصًا ما فوقي، من كان ذلك الغريب الذي يحدق بي؟ كنت أرى وجهًا معلقًا بالسقف، يكشِّر حين أكشّر، يقطِّب حين أقطب، كان يهزأ بي. لكن من يكون؟ كدت أصرخ لكني تمالكت نفسي.. فمثل هذه التهيؤات معتادة في المعتقل، لكني هناك لم أكن معتقلاً فكان عليَّ أن أذعن لتلك البداهة المكدرة، إن ذلك الوجه المثلم المعجوك المخطط بالتجاعيد والغموض، المذعور المرعب، كان وجهي أنا.. وللمرة الأولى منذ 18 عامًا أقف قبالة صورتي...."
...
بمشهدٍ بالغ التأثير كـ هذا .. تبدأ نهاية رواية "تلك التعمة" الباهرة فعلاً .. للطاهر بن جلون
تلك الرواية التي قرأتها لكثرة ما قرأت عنها، ولكثرة ما أشاد الناس بها، .. ربما لأني عرفت تمامًا عمَّ تحكي لم تكن المفاجأة، قدر ما كانت براعة التصوير وسلاسة السرد هي العامل الأساسي في تقييمها الآن ..
.
أعتقد أنها ستبقى للأبد علامة فارقة في أدب السجون