هذه تجربة و فكرة جديدة في عالم الرواية السعودية. رواية تمزج ما بين التاريخ و الرعب. و كلا الجانبين يحملان قدرا كبيرا من التحدي للمؤلف. فأن تكتب عمل تاريخي عن حقبة مضى عليها أكثر من 500 عام هو تحدي في حد ذاته و أن تكتب عن هذه الحقبة في منطقة لم يسبق لك الإقامة فيها و عن أسطورة غير موجودة في تراثك فهذا يضاعف من التحدي. و هنا أرى بأن أشرف قد أجاد إلى حد الإمتياز في تناول الجانب التاريخي للقصة بطريقة شيقة
التحدي الثاني و ربما الاصعب هو كتابة رواية رعب عربية . و عندما أتحدث عن رواية رعب عربية فإن أول ما يخطر في بالي هو السلسلة الشهيرة "ماوراء الطبيعة" و التحدي هنا أن تأتي بعمل يحمل إثارة سلسلة ما وراء الطبيعة و لكنه يتجاوزها نضجاً و عمقاً. و أعتقد بأن أشرف أجاد هنا مرة أخرى. فالرواية مثيرة من بدايتها إلى النهاية و لكن الإثارة ليست كل شيء فيها فلربما تثير الرواية أسئلة كثيرة في ذهن القارىء عن الضحية و الجلاد و قد تدفعه لإعادة قراءة أجزاء من التاريخ من منظور الأمم المقهورة. و ثيمة الضحية و الجلاد و تبادل الأدوار بينهما أعجبتني كثيرا. و تكرارها (أورهان و دينيز .. أورهان و شيلا .. العثمانيون و الولاشيون) في رأيي أعطى عمقا للرواية
.
لي ملحوظة صغيرة حول ضعف بناء بعض الشخصيات الرئيسية و منها شخصية شيلا الغجرية. فشخصيتها بدت في أكثر الأحيان قوية و قيادية و لكنها و في آخر الرواية تنهار و تظهر ضعفا لا مبرر له أزاء مقتل الدب و كأنها و طوال حياتها لم تعلم عن غدر و قسوة الشقيقين.
بشكل عام إستمتعت جداً بعمل جديد على المشهد الروائي السعودي و ربما العربي. و ظللت و لأخر أربع صفحات أمني نفسي بمفاجأة ونهاية سعيدة تطفىء شيئا من حقدي على دراكولا و إبنيه بعد كل الفظائع و ادوات التعذيب التي تفنن اشرف في وصفها بشكل بارع