إلى أي مدى تبلغ قسوة الإنسان؟
تتحدث هذه الرواية المؤثرة عن الثمانية عشر عاماً التي قضاها معتقلوا سجن "تزمامارت" وكان ذلك جرّاء محاولة الانقلاب الفاشلة ضد ملك البلاد والتي لم يكن لأغلب المتورطين بأحداثها معرفةً مسبقة بها. لم يحكم عليهم بالإعدام فتلك نعمةٌ لا يستحقونها، بل كان حكمهم موتاً بطيئا شنيعاً في ظلمات ذلك السجن المخيف.
نعود إلى السؤال أعلاه، إلى أي مدى تبلغ قسوة الإنسان؟ ماهو شعور الرضى الذي يغشى الآمر بحبس أولئك البائسين في تلك الحفرة البائسة؟ حاولت بكل جهدي ولم أتمكن من حل هذا اللغز.
الرواية رائعة في تركيبها وتسلسلها، تسير بك بين زنزانات السجن وتغوص في نفسيات المسجونين، مضيفك بها "سليم" أحد القلة من الناجين. مؤثرة ولن تتمكن من حبس دمعة أو دمعتين عند وصولك لفصلها الأخير. أبدع الطاهر بن جلّون في سردها، وتفوّق بسام حجّار في ترجمتها حتى صنع منها تحفةّ أدبية عربية تذكّرني بروائع ترجمات المنفلوطي.
لن تزول منك آثار الرواية إلا بعد حين.
*قام أحمد منصور بمقابلة أحمد المرزوقي أحد الناجين من هذا السجن الرهيب ببرنامجه "شاهد على العصر"، بإمكانكم أن تشاهدوا حلقاته على يوتيوب.