قرأت هذا الكتاب عبر فترة زمنية طويلة، كانت أولها صعبة ، هذه المحاضرات التي شكلها إدوارد على شكل كتاب بعضها تم إلقاؤه في جامعات عالمية والاخرى عبر الإذاعات البريطانية وغيرها.. كانت صعبة الفهم بالنسبة لي بسبب عدم قراءتي لمؤلفاته سابقا، فالكتاب المترجم من اللغة الأصل(الإنجليزية) كان صعب الفهم والتوضيح..الا ان الفترة الزمنية الطويلة التي قرأت خلالها الكتاب كانت جديرة بالتسهيل من بدء الفهم الذي وصلت اليه سريعا ثم أخذت ألتهم الصفحات التهاما مستمتعاً بالأفكار العظيمة الهائلة التي احتوتها صفحاته..
أعتبر إدوارد سعيد الفيلسوف العربي الصادق في مقابل فريدريك نيتشه وهو الفيلسوف الألماني الصادق..في أفكارهما طبعا..كان ادوارد وما زال صاحب أفكار عظيمة رسمت خطوط عريضة للكثير من القضايا في مجالات كثيرة، وعلى بعد إدوارد من وطنه ودوره القريب من الإتجاه الإنساني الا أنه لم ينسلخ عن قضيته وعبر عنها ونظّر لها في الكثير من أفكاره وكتبه.
يروي المثقف والسلطة حكاية العلاقة بين المثقف والسلطة..سلطة الدين والمجتمع والآيديولوجيا ..السلطة بأشكالها المتعددة.
من الأفكار التي ما زالت تعلق في رأسي بالرغم من مرور 3 سنوات على قراءتي للكتاب هي فكرة حال الإعلام الأمريكي بعد الهجوم على فيتنام وتحدثه بصيغة الجمع رغم أن الكثير من قنوات هذا الإعلام كانت غير حكومية، لتعبر بشكل وضح عن تماسك الأمة الامريكية آيديولوجيا وقرارات ومصائر.