اسمه الغرام > اقتباسات من رواية اسمه الغرام > اقتباس

أنا مشوّشة.

أشياء كثيرة أنساها، ثم أعود وأتذكرها في أوقات أخرى. أتذكر هاني وأنساه، لكنّه لا يغادرني أبدًا. يختبىء في مكان فيّ، صامتا أحيانا، وهادرًا في أحيان أخرى، لذا، بقيت أحبّه.

تزوّجت برجل آخر، وظللت أحبّه.

كأن حبّنا وُلد قبل أن نولد.

خضت في وحول الشعر والعهر واشتهاء رجال كُثر، وبقيت أحبّه. وُلد أناس كثر، ومات أناس أكثر وبقيت أحبّه. يحدث أن يقع الملايين من البشر في الغرام بأناس جدد في كلّ لحظة، وأن تُرتكب ملايين الخيانات في اللحظة ذاتها، وأبقى أحبّه. أنجبت صبيًا وبنتًا، وصار لي أحفاد وحفيدات... وظللت أحبّه.

يغيب هاني عني أحيانًا. أقصد، كنت أحيانًا أنساه، ولا أعود أتذكّره أبدًا لأيّام وأسابيع، وربّما لشهور. لكنّه كان دائمًا يعود. يأتي إليّ كأنه لم يفارقني سوى البارحة. يحضر أمامي فيتأهّب جسدي، يرتعش محمومًا من شهوة، شهوات فاتتني. تلحفني أنفاسه. أحسّ بأنّها تطلع من كل عرق في جسده. ويرقّ قلبي... يرقّ مثل ورقة سيجارة، ويعتريني للحظة ذهول لذيذ ممتع وسخيّ، يشبه ذهول الأمّ لحظة يشرق عليها ابنها بعد غياب.

أشعر كأنني أمه، أمّه التي ولدته وربّته وكبّرته وأحبّته حبّها لجزء منها. هاني ليس جزءًا مني، بل هو كلّي، كلّ أجزائي. هو ليس حبيبي وحسب، بل رفيقي وعشير روحي، وابني، وشيء آخر، شيء لا أعرف له اسمًا ولا صفة، سوى أنّ اسمه الغرام. يُرعشني التفكير فيه مثلما يُرعشني لقاؤه، سواء أتلامسنا أم لم نتلامس. ويصير قلبي يزغرد بأنواع من الحب، لكلّ نوع لون ورائحة وصوت.

مشاركة من المغربية ، من كتاب

اسمه الغرام

هذا الاقتباس من رواية

اسمه الغرام - علوية صبح

اسمه الغرام

تأليف (تأليف) 3.4
تحميل الكتاب