يُشكِّل حرمان الشباب من المشاركة في قضايا صناعة المصير واحداً من أبرز اركان هدرهم الوجودي. يتعرض الشباب للتهميش عن قضايا أمته ووطنه، من خلال سيطرة قلة تزداد شيخوخة باستمرار. يُمنع عليهم الاحتجاج ورفع الصوت أو التعبير الفعلي على الساحة، بعد انقضاء مرحلة الاستقلالات الوطنية والانزلاق نحو تبعية متفاقمة بدلاً منها. يُحرم الشباب من أن تكون له قضية وطنية عامة تملأ حياته، وتكون فرصته للتضحية والبذل والعطاء. وتُسلب منه بالتالي حقوقه في الاعتزاز بكرامة الانتماء وفخر صناعة الكيان الوطني، من خلال محاولات التهميش الدؤوبة التي تحاصره. يُسلب من الشباب حقه في امتلاك الدور في قضايا الوطن سواء من خلال "التطفيل" (البقاء في مواقع الطفولة غير المسؤولة) أو من خلال الإلهاء بمختلف الوان التسلية والإثارة، كي تُكال له من ثم التهم بالميوعة وعدم الجدية، وقلة تحمّل المسؤولية.
الإنسان المهدور: دراسة تحليلية نفسية اجتماعية > اقتباسات من كتاب الإنسان المهدور: دراسة تحليلية نفسية اجتماعية > اقتباس
مشاركة من khaled suleiman
، من كتاب