ً يقولون إن الغباوة مهد الخلو والخلو مرقد الراحة، وقد يكون ذلك صحيحا عند
الذين يولدون أمواتًا ويعيشون كالأجساد الهامدة الباردة فوق التراب. ولكن إذا كانت
َّ الغباوة العمياء قاطنة في جوار العواطف المستيقظة تكون الغباوة أقسى من الهاوية وأمر
من الموت. والصبي الحساس الذي يشعر كثيرً ً ا ويعرف قليلا هو أتعس المخلوقات أمام
وجه الشمس؛ لأن نفسه تظل واقفة بين قوتين هائلتين متباينتين: قوة خفيفة تحلق به
في السحاب وتريه محاسن الكائنات من وراء ضباب الأحلام، وقوة ظاهرة تقيده بالأرض
ً وتغمر بصيرته بالغبار، وتتركه ضائع ً ا خائفا في ظلمة حالكة.
مشاركة من Toqa Sayed Galal
، من كتاب