يفسر ابن عربي مخالفة آدم للنهي الإلهي عن الاقتراب من الشجرة. ويرى الشيخ أن «الشجرة» تحيل، كما يفهم من دلالتها اللغوية، على «التشاجر» و«المشاجرة»330، ويصبان في معنى الانقسام وحصول الخلاف. وباقتراب الإنسان البدئي من الشجرة331 (أو التشاجر والاختلاف) تنكشف ذكورة آدم أمام أنوثة حواء، ويتوارى تماثلهما أمام الغيرية، وتتولد الرغبة. «(…) فما تحرك من آدم لمخالفة النهي إلا النسمة المجبولة على المخالفة، فكانت مخالفته نهي الله من تحرك تلك النسمة التي كان يحملها في ظهره، فكان المقام يقتضي له ذلك»332. مشاهدة الذكورة لذاتها ووعيها بنفسها يمران عبر رؤية الأنوثة في تميزها.
مشاركة من مها الهذلي
، من كتاب