ولمّا قامت ثورة يوليو خاف أن تكون وفديته المزعومة قد جاوزت جدران مسكنه ولكنه لم يتعرّض لسوء، ودأب على مدح الثورة في شركته، والحملة عليها في بيته مجاراةً لسميحة، وهو يقلّب عينيه فيما حوله مستعيذا بالله. ولدى كل مناسبة تقول بحنق:
- هل سمعتم عن بلد تحكمه مجموعة من الكونستبلات؟!
فيهمس في أذنها :
- احذري الخدم ... والجدران ... والهواء ...
وشدّ ما فرحتْ بالعدوان الثلاثي وشدّ ما خابت آمالها، وفي 5 يونية أغلقت على نفسها حجرتها وراحت ترقص، وساعة بلغها نبأ وفاة الزعيم زغردت حتى هبّ حازم وهو يصرخ لأول مرة:
- أنا في عرضك!
مشاركة من المغربية
، من كتاب