لاتتصور أنك ستنقذ نفسك مهما كان استسلامك لنا مطلقاً، فما من امرئ انحرف مرة عن جادة الصواب ثمّ أبقينا على حياته، وحتى لو اخترنا أن نتركك تعيش إلى أنْ ينقضي أجلك فتموت ميتة طبيعية، فلن يمكنك أبداً أنْ تُفلت من قبضتنا وماحدث لك هنا سيعيش معك إلى أبد الدهر، فعليك أنْ تعي ذلك سلفاً، إننا سنسحقك إلى درجة لايمكنك بعدها أن تعود بحياتك إلى سيرتها الأولى، وستحدث لك أشياء لن يمكنك أن تبرأ من آثارها حتى لوعشت ألف عام، وأبداً لن تقدر ثانية على الشعور بما يشعر به الأحياء، إنّ كل شيء سيموت بداخلك ولن تعود قادراً على الحب أو الصداقة أو الاستمتاع بالحياة أو الضحك أو حب الاستطلاع أو الشجاعة أو الاستقامة، ستكون أجوف لأننا سنعصرك حتى تصبح خواء من كل شيء ثمّ نملؤك بذواتنا.