العصبيات تتعامل مع الثروات الوطنية، كما كانت تتعامل القبائل البدوية مع مجالها الحيوي باعتباره مجرد مرعى وصراع على المرعى: الصراع على الكلأ والماء. تتطاحن العصبيات على زيادة حصتها من الغنيمة، وتوسيع رقعتها من الكلأ والماء. وحين تسود عصبية ما أو تكتب لها الغلبة لفترة ما فهي تسارع إلى أخذ أكبر نصيب ممكن من الغنيمة، إذ تعتبر ذلك فرصتها التي قد لا تدوم. ولذلك فهي تطلق العنان لذوي الولاء المضمون من أعضائها كي يجنوا من ثمار كروم الثروة الوطنية. نهب ثروات الوطن إنطلاقاً من هذه العصبية يصبح ظاهرة عامة الانتشار والتكرار. وقد يكون أخطر ما في أمر التعدي على الوطن هو تحويل هذه الثروات إلى الخارج المضمون، لان الوطن لا ضمانة فيه في نظر هؤلاء. وهكذا لا يهدر كيان الوطن فقط، بل كذلك موارده وثرواته التي تشكل أساس حيويته ونمائه.
#
الإنسان المهدور: دراسة تحليلية نفسية اجتماعية > اقتباسات من كتاب الإنسان المهدور: دراسة تحليلية نفسية اجتماعية > اقتباس
مشاركة من khaled suleiman
، من كتاب