...لا، إذا كان جهان قد دفن تحت الشجرة نفسها صندوقًا آخر فيه أدوات طعام من المطابخ الملكية، ولؤلؤة سقطت من طرف ثوب مهرماه، وقلم حبر بسنّ ذهبيّة، وقارورة عسل من حجرة أدوات الطعام والمطبخ الملكيّة، ودبّوس شعر من مقتنيات حسنة خاتون. وكانت المربية قد أعطته شيئًا آخر عندما انتابتها نوبة الرّبو ومالت إلى أمام حتى دنت دنوًّا شديدّا من أنامل جَهان، فظنّ أنه سيرتكب إثمًا إن لم يخطف دبوس الشعر من رأسها. لم يكن في نية جهان أن يعطي القبطان المجنون أيّ شيءٍ من هذه المسروقات، بل أراد أن يحتفظ بها لنفسه خشية أن يحدث له شيء ما فيضطرّ للهروب.
لكنّ القبطان لم يكن مغفّلاً : بدأ صبري ينفذ. ممّا يؤسف له أنك لا تزال شابًا. سوف يسلخون جلدك وأنت على قيد الحياة إذا عرفوا بالأكاذيب التي تردّدها.
ارتعدت فرائص جهان من هذه الفكرة، لكنه كان مدركًا أيضًا أن الرجل لم يضربه بعصا ولم يستلّ خنجرًا في وجهه. ثمّة شيء ما جعله يتردّد.
- يقولون أميرتك تعيسة. مسكينة. إنها تملك كلّ ما في العالم من ثروات، لكنها تفتقر إلى الحبيب الذّي يعانقها.
قال جهان متضايقًا: لم أرها منذ مدّة.
- آه، سوف تراها. أنا واثق من ذلك، طالما أنها مولعة بالفيل الأبيض...
فهم جهان مغزى كلامه، فقد طرق سمع القبطان غاريث أنّ الأميرة مهرماه غير سعيدة بزواجها، وعلم مثلما علمت المدينة قاطبة أنها تقضي وقت العصر من كل يوم تبكي وحيدة في بيتها الجميل المنعزل...
مشاركة من المغربية
، من كتاب