فى بيت محمد رشدى ينتابك إحساس غريب .. رغبة ملحة فى أن تتخلى عن جاكيت بدلتك وتفك رابطة عنقك بل والاستغناء عن حذائك ومن الجائز أن يتطور لديك الإحساس .. فتسأله فى لهفة طابخين إيه؟ إنها درجة الحميمية المرتفعة التى تسكن جدران بيته .. التى تجعلك تضحك إذا ضحك .. تبكى إذا بكى .. تتذكر زمن بليغ حمدى وسعاد حسنى وعبد الوهاب وعبد المطلب – وإن لم تعشه وكأنك جزء منه – تعرف أبطاله جيدا انتابنى فى زيارتى لعم رشدى إحساس آخر جعلنى أفكر جديا فى أن أهرب إليه كلما ضاقت بى الدنيا لذلك استبعدت ورقة الأسئلة التى كتبتها له ورحت أسأله عن كم هذه المشاعر ليضحك وهو يجيب علشان الأوضة دى مزروعة حب، كانوا كل ما يختفى بليغ حمدى ويدوروا عليه يلاقوه هنا فى هذا المكان والدفء الذى تشعر به جزء كبير منه بسبب بليغ حمدى الذى أنشأ مدرسة الصدق فى مصر وأنا كنت أول تلاميذه.
الناس دول > اقتباسات من كتاب الناس دول > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب