لقد انشطرت وحدة الإسلام على يد أناس قصروا الإسلام على جانبه الديني المجرد، فأهدروا وحدته وهي خاصيته التي يتفرد بها عن سائر الأديان. لقد اختزلوا الإسلام إلى دين مجرد أو إلى صوفية، (فتدهورت أحوال المسلمين). ذلك لأن المسلمين عندما يضعف نشاطهم وعندما يُهملون "دورهم في هذا العالم"، و يتوقفون عن التفاعل معه، تصبح الدولة الإسلامية كأي دولة أخرى، ويصبح تأثير الجانب الديني في الإسلام كتأثير أي دين آخر. وتصبح الدولة قوة عريانة لا تخدم إلا نفسها، في حين يبدأ الدين (الخامل) يجرّ المجتمع نحو السلبية و التخلف. ويشكل الملوك والأمراء والعلماء الملحدون , ورجال الكهنوت وفرق الدراويش والصوفية والشعراء السكارى , يشكلون جميعا الوجة الخارجى للإنشطار الداخلى (الذى أصاب الإسلام) . وهنا نعود إلى المعادلة المسيحية : << أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله >>. إن الفلسفة الصوفية والمذاهب الباطنية تمثل - على وجه اليقين - نمطا من أكثر الأنماط إنحرافا , ولذلك يمكن أن نطلق علية <<نصرنة >>الإسلام . إنها إنتكاس بالإسلام من رسالة محمد صلى الله وعليه وسلم إلى عيسى (عليه السلام ).
مشاركة من Nabawy Abbas
، من كتاب