إنّ موجاتِ التّغير البشري السريع خلالَ القرنين الماضييْن عصفت بالعالم الإسلامي، وكان أبرزُ نتائجها تغيير اتجاهاتِ الأفراد والطبقات الاجتماعية نحوَ قضايا متعددة أهمّها قضايا الثقافة والتربية والتقدّم والحداثة والتّشبه والتقليد الأعمى للحضارةِ المعاصرة، وهذا التغييرُ المفاجئ أو السريع بالأحرى يكمنُ وراءه تغيرٌ قيمي بالأساس؛ بل سابق عليه، فالاتجاهاتُ تتغيّر نتيجة تغير القيم التي تقع في قمّة الهرمِ الوجداني للفرد وهذه القيمُ وما صحابها من تغييرٍ شديد في حاجةٍ إلى قراءة استقرائية، وتتبّع ميداني ذاتي، أي مِن داخل المجتمعات الإسلامية نفسها، وبأدواتها التي تلائم غايةَ القراءة وهدفيتها وهو ما ينبغي أن يشملَ قطاعات متعدّدة من النساء والرجال، من الفقراء والأغنياء،
مشاركة من Mona Mostafa
، من كتاب