المخدة سجِلُّ حياتنا. المسودة الأولية لروايتنا التي كل مساء جديد، نكتبها بلا حِبر ونحكيها بلا صوت. ولا يسمع بها أحدٌ إلا نحن.
هي حقل الذاكرة، وقد تم نبشه وحرثه وتثنيته وعزقه وتخصيبه وريّه في الظلام الذي يخصّنا.
ولكل امرئٍ ظلامُه.
لكل امرئ حقّه في الظلام.
هي الخربشات التي تأتي على البال بلا ترتيب ولا تركيب. المخدة هي محكمتنا القُطنيّة البيضاء، الناعمة الملمس، القاسية الأَحكام.
المخدة هي مساءُ المسعى.
سؤال الصواب الذي لم نهتدِ إليه في حينه، والغلط الذي ارتكبناه وحسبناه صوابًا.
وعندما تستقبل رؤوسنا التي تزدحم فيها الخلائط، مشاعر النشوة والرضى، أو الخسران والحياء من أنفسنا، تصبح المخدة ضميرًا
رأيت رام الله > اقتباسات من كتاب رأيت رام الله > اقتباس
مشاركة من Maisa Karnib
، من كتاب