تزدوج حياة صاحب القناع بين حقيقة وخيال. عين هنا وأخرى هناك، وعقل يمزج هذا بذاك. العين اليسرى تطل على العالم من نافذتها المشرعة على حقيقته، تغذي العقل بما يدور في الواقع. أما العين اليمنى المغطاة، فهي الحالمة بالخيال، تغذيها الأقطاب والمستشعرات الموزعة في حنايا القناع، بورديّ الأحلام التي تتماشى وتمتزج مع الواقع. ولأن العقل هو شاشة الإبصار الحقيقية، والعين مجرد حاسة، فإن الشاشة ستعرض في رأس المُقنّع مزيج الواقعين. فإذا بالمكان من حوله أفضل، وإذ الحياة أجمل. بل لو ضاقت نفس بهمومها وتاقت إلى الجنّة خلاصًا لها، لصوّرها القناع لصاحبه تسرية عن نفسه بها. حتى قيظ الحر أو زمهرير القر،
مشاركة من [email protected]
، من كتاب