إن عدم لجوء المرأة المعنّفة للعنف هو، على الأرجح ووفق دراسات غربية مثلاً، استجابة تكيّفية ناجمة عن إدراكها أن اللجوء إلى العنف سيوفّر للمعنّف حجّة للتمادي في عنفه94، وبموجب إدراكها أنها لا تملك القوة الجسدية الضرورية لمواجهة تداعياته التي قد تصل إلى القتل، ناهيك برغبة المرأة في تجنّب التلويم الذي ستتعرّض له والاتهامات التي ستُساق إليها إذا ما واجهت العنف بالعنف؛ الأمر الذي يجعلها، في حال اللجوء إلى العنف، خاسرة حتماً. أما في حال لجوئها إلى العنف ضدّ الرجل، فإن أغلبية الرجال يملكون في مجتمعاتنا موارد مادية ومسالك قانونية ودعماً اجتماعياً ومعنوياً، أكثر مما تملك أغلب النساء