كنا كلما اقتربنا من الماء أكثر زادت حدة الرائحة، وحين وصلنا إلى مطعم يقع على ما يفترض أنه النهر، صدمنا لون الماء الذي بدا أشد خضرة من الأشجار، كدليل على شدة ركوده وامتلائه بالطحالب. رأى السائق صدمتنا الواضحة، فقال بمزيج من الأسى والسخرية، أنه لم يرد أن يصدمنا حين حدثناه عما نتوقعه من جمال المنطقة، ثم استدرك أن المنطقة كانت جميلة بالفعل، قبل أن يخربها "أخوات الشرمو.."، وقبل أن يكمل الشتيمة اعتذر لزوجتي، دون أن يضطر للتلفت حوله في كل اتجاه، كما يفعل السوريون دائماً حين يذكرون ولاة أمورهم الشراميط بما يستحقونه، فلم يكن في السيارة سوانا.
مشاركة من ahmed saed
، من كتاب