وبينما كنت أنشِّف شعري أمام المرآة، راودني الضحك. لقد خُدِعتُ في كلِّ شيء، حتَّى شعري ليس جميلًا، كان ملتصقًا بجمجمتي وعجزتُ عن منحه ألقًا ورونقًا. أمّا وجهي، فلم يكن فيه أيّ انسجام، مثل وجه فيتّوريا تمامًا. لكنَّ الغلطة كانت هي أن أصنع من ذلك مأساةً. كان يكفي أن أنظر ولو لوهلةٍ خاطفة في من لديْه ميزةُ الوجه الجميل والناعم، لأكتشف أنَّه يُخفي في باطنه جحيمًا لا يختلف عن الجحيم الذي يعبِّر عنه أصحاب الوجوه القبيحة والغليظة. فإنّ ألق الوجه، الذي يزيده اللُّطفُ جمالًا، يُضمِرُ ويُنذِرُ بآلامٍ تفوق ما يقاسيه الوجهُ الكدر.
مشاركة من حسناء أبو عرابي
، من كتاب