فإن غرابة الشعور بأنّك تُجَوَّف هكذا من داخلك كانت تَعْلَق لساعات لاحقة، ولم يكن شعورًا جيدًا، لكنه لم يُخِفْكَ ولم يُزْعِجْك، وبقَدْر ما تعرف فلم يكن يوجد أي سبب يمكن تعرُّفه، لا الإجهاد مثلًا، ولا الإرهاق الجسدي، ولم تملك هذه الهُنَيْهات في غداتها ورواحها عليك أيّ نمط، إذ كانت تحدث سواء أكنت وحدك أم مع الناس كان إحساسًا عجيبًا بأنك غطَتَّ في النوم وعيناك مفتوحتان، ولكن تظل عارفًا في الوقت نفسه أنك مستيقظ، واعيًا بمكانك، ولكنك بنحوٍ ما لستَ في المكان الذي تظنه ألبتة، كأنك تَعُومُ خارج نفسك، كأنك شبَحٌ بلا وزنٍ ولا مادّة، كأنك صَدَفَةٌ غير مسكونة من اللحم
تقرير من الداخل > اقتباسات من كتاب تقرير من الداخل > اقتباس
مشاركة من أماني هندام
، من كتاب