فقال في هدوئه المطمئن: هناك نوعان من الناس يا بهجة؛ نوع أنعم الله عليه بالقدرة على رؤية الألوان والعوالم، ونوع تقيد بصره فإذا هو مطموس كما رجال قريش يوم الغار. النوع الأول يا بهجة يرى الاختلاف ويتقبله ولا يفرق بين البشر لأن بصره وبصيرته تحررا، فلا لون يخيفه ولا صورة تزعزعه. يتأمل خلق الله فيتحرر من قيود البصر والوهم. هذا النوع لا يفرق بين الأبيض والأسود لأنه يرى الاثنين. أما النوع الآخر فلا يرى سوى من يشبهه، هذا هو السجين داخل صورته الضيقة، والسجن معذب دومًا، والحرية هي ما يتوق إليه البشر منذ الأزل.
مشاركة من Bassma Alenzi
، من كتاب