وهناك خلف تلك الشجرة جلس ابن زيدون ينشد ولاّدة شعراً، وعلى هذا الطريق تتطاير ذرات الرمل، تثير الغبار، على وقع أقدام جيوش عبد الرحمن الناصر، وهي تجوب الأندلس لتدعيم أركان الدولة. اعتماد تودّع بعين دامعة المعتمد يقود جيشه نحو الزلاقة. قصر الحمراء الشامخ، المسجد الكبير و…. غيرها من ذكريات وصور، يلوحون بضبابية في الذاكرة التي أشبعت بتاريخ الأندلس، وفي العينين اللتين أجهدتا من النظر في سواد مجلدات الكتب،… يتبادر سؤال إلى الذهن: ماذا بقي من كل هذا؟ هل بقي شيء؟ أم ذهب الجميع كأوراق الخريف إذا هبت بواكير الشتاء؟ هل ابتلعت القرون الطوال وتاريخ إسبانيا الحديث… الأندلس؟!.
دروب أندلسية > اقتباسات من كتاب دروب أندلسية > اقتباس
مشاركة من Manar Kh
، من كتاب