يسمع أن الرومان قديمًا كانوا يتسلَّون بمشاهدة قتال ضارٍ بين رجلين أو بين رجل وأسد. ما الذي يُسلِّي النفس من مشاهدة الصراعات، أم أنها رغبة الرجال في اللعب حتى عند الكهولة؟ الوزير أيضًا يحب مشاهدة اللعبة المتقنة؛ رجل يقتل رجلًا بكلمة وحجة ودليل، يجادله فيطرحه أرضًا بمعنًى غاب عنه أو جملة ضاعت من ذاكرته. عند الهزيمة يطأطئ المنهزم رأسه ويدرك أنه قتيل؛ فقد لجم آخر لسانه وهزم عقله. هذا قتلٌ أقسى ولكنه أكثر حنكة ورقيًّا. وجد المحارب الذي يبحث عنه. محمد الغزالي يصارع أقوى رجل فيهزمه، الكلمة أمام الكلمة، والأسلحة ليست في يد الجاهل ولا المتردد.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب