الصداقات كالبيوت، لها مداخلها ونوافذها وشرفها، وبامتداد المجاز؛ لها حوائطها إن قلت إنك تبني صداقة فأنت تعلم أنك بالضبط تحدها ولها أيضًا أسسها، ومعمارها الخاص، وتكاد تكون فنًّا، يختلف إتقانه من واحد إلى آخر.
كيف -أصلًا- يحدث أن تكون لنا صداقات؟ كيف يظهر هذا الشيء الذي من أجله نتجشم عناء البناء؟ من اشتراك الاهتمامات؟ من رفقة المواقف الكبرى في الحياة؟ من الانبهار الأوَّلي بقدرتنا المشتركة على التدفق مع آخر؟ من الإحساس بالأمان والعزوة؟ عن ماذا نتحدث بالضبط حين نتحدث عن الصداقة: الحد الكافي من المعرفة لتجاوز الموضوعات المبتذلة؟ قدر معين من الحنان لاحتمال ما لا يمكن احتماله؟ ارتياح كافٍ للجلوس في صمت أو للحديث إلى الأبد؟
مشاركة من إخلاص
، من كتاب