الأرواح المجندة
تتلاقى الأرواح فيحدث القبول الفوري , دخول بلا استئذان , بشر في الصدر وابتسامة في العيون واضطراب في القلب , لآ . ليس الحب من أول نظرة ,فهذا خادع في بعض الأحيان , لكن الراحة من أول نظرة ,
..
تتكلم الأرواح المجندة لغة بلا صوت , لغة تخاطب عن بعد بلا حروف مكتوبة ,لكنها محسوسة ,
حروفها متشابكة وموصولة ببعضها إلى ما لانهاية , حروفها كلها ساكنة , هادئة , وكلماتها زئبقية الخواص للتقارب بالإنجذاب لتكون بحراً مداده لا ينتهي ,
مداده رباني , لا ينفد , هبة وهدية من رب العالمين , يرزقها لمن يشاء ولمن قدر له نصيب من النعيم في الدنيا !
..
فتلك الروح تستدعي مثيلتها , نصفها المكمل لها , المتطابق معها , لتفكرا في نفس الوقت في نفس الشىء معاً , قد يتفوهان بالكلام نفسه في نفس اللحظة , يفكران في الشىء نفسه في نفس اللحظة , يلفت نظرهما الشىء نفسه وإن اختلف الزمان والمكان !
يغلف قلوبهما الرحمة والعطف فهما نبع للحنان والرأفة ببعضهما والأخرين ,
..
تظل الروح منفردة تهيم وتبحث عن نصفها لتصبح واحداً صحيحاً فتكتمل وتهدأ وتسكن ,,
إذا كنتِ من هذا النوع الذي يهتم بالتفاصيل الصغيرة ويبحث عن الروح داخل من يبدي لك الإهتمام فستتعرفين على مثيلك دون جهد ,
إن كان لكِ نصيب من النعيم في الدنيا فستنعمين بأليفك , والنعيم درجات ..
شرارة اللقاء هي تلك الراحة التي تجعلك تفتحين لهذه الروح باب قلبك , وتحسين بالألفة معها وتترك رحيقها يفوح في أرجاء نفسك بعد أن تغادر , فتجعل فكرك لا ينفك يتذكرها ويتشمم عطرها.
نون بلا سكون > اقتباسات من رواية نون بلا سكون > اقتباس
مشاركة من Magda Al Maadawy
، من كتاب