غالبية مثقفي عالمنا الثالث لديهم إحساسا جوانيا بهوس الاضطهاد أو الذهان والهواجس التي تتلبسهم، ينعزلون عن ناسهم ويعيشون في الهامش الفوقي بدعوى أنهم أكثر وعيا ولا يفهمهم أحد، يكذبون على أنفسهم وعلى من يفهمون أنهم يفهمون دوافعهم دون مراجعة، نوع من التذاكي وممارسة الغطرسة الزائفة التي تجعلهم يرددون شعاراتَ وردية ترفرف في سماء أخيلة هفهافة ومتباعدة عن تفاصيل الحياة والهموم المعاشة فيقودهم الفشل إلى حالات من الإحباط أو الاستعداد للتدني ولملمة «فرافيت» الخير الساقط تحت موائد الأكابر فيعتبرونها مكاسبهم المستحقة لأنهم برعوا في تبرير الخطايا وعجزوا عن المواجهة.
مشاركة من hazem el sheikh
، من كتاب