طاير يا هوا طاير ع المينا.
رايح ياهوا تخبر أهالينا
قصة الهوا وتفتن علينا
أمرك يا هوا خبر أهالينا
تتردد تلك الأغنية برأسي. كلماتها تطن بداخل تجويف مخي وتلتصق بلساني، تريدني أن أغنيها.
أردد بصوتي:
جينا يا هوا للبحر جينا
والشط وناسه بعيد عن عنينا
أضع السمكة الجديدة بالحوض. أدعو ألا تموت. سأبقيها وحدها. كل واحدة لا يمر عليها سوي شهر وأصحو لأجدها نافقة وجهها لأسفل. أتنهد وأنا أتابعها تتحرك بانسيابية.
يخرج من الحمام ليمارس طقطقته المعتادة، تعبير خيبة الأمل راقد على وجهه كطبقة جلد ثان. أفكر أن لا أحد في العالم يستحق كل ذلك القدر من الوصم . يفتح فمه، أعرف ما سيقول مقدمًا (رجليا فيها فِتل من السجادة. الأرض لازم تتنضف ودي مش أول مرة أقولها).
أهز رأسي وأنا أحدق بالخطوط البيضاء المتشعبة بجسده كله. وببطنه الضخم المرتج. أظن أنه لو شققت كرة الدهن تلك سينز منها صديد أسود.
مشاركة من هبة بسيوني
، من كتاب