ظهرت من العدم في ليلة نصف قمرية ، يقولون أنها نبتت من خيوط حرير ، أصلها يرقة لم تكتمل لفراشة . سمعنا أنها وُجدت في كومة من الخيوط لم يخرج منها مجموعة من الفراشات لكن ظهرت فتاة مليحة. لم يعرف أحد أصلها ولا حكايتها . كبرت لتصبح طبيبة. أينما حلت نبت الورد، وتضرج المكان بروائح الزعفران والمطر. قريتنا بعيدة ونائية، لكن أغلب سكانها يتمتعون بالثراء. بلدتنا إعتادت أن تكون مقصد الباعة قبل الحريق الأشهر.
بقريتنا هو العازب الأكثر ثراءً لاتقاومه امرأة. لمحها وهي تمشي في السوق بتؤدة كأن سحابة غير مرئية تحملها . جلست وسط النساء يملن رؤوسهن أمامها وهي تضع عليهن الأعشاب وتتمتم . يصرن بعافية في التو . حاول إستمالتها بالذهب، بعرض الزواج وببيت كبير سيكن تحت تصرفها . لكنها أشاحت بنظرها وتمنعت . سأل النساء اللائي يذهبن إليها ليتطببن علي يدها فأخبروه إنها من قرية هي بها المرأة الوحيدة، وإن قلبها قد قُد من صخر.
مشاركة من هبة بسيوني
، من كتاب