رغم الخطر، هناك دائمًا لذة ما في الإقدام بلا حسابات، شيءٌ من التعلُّق بأهداب المدد والالتحاف باطمئنانه كما يفعل بشندي، والبحث عن النور ليضيء السكة كما يقول حسنين.. لكن هناك مع كل هذا لحظة تتفرد عن ذلك كلِّه، تسمو عنه وتتعملق حتى تحتويك وتبتلعك، لا تُنصت لأفكارك ولا لمخاوفك ولا يهمها كوابيسُك ولا دروسُك.. كأنها لم تسمع عن المدد ولا يعنيها الضوء.. لحظة يطيب فيها أن تُلقي بنفسك في الموج المتلاطم وتأمل في ثقة أن يحملك للشطِّ.. حلاوةُ الأمل بذاتها تقف شامخةً وسط الحسابات والدعوات والابتهال والترتيبات، تتخلل ثناياك وجلدك وتُرجفُ عظمَكَ بملمسها الهشِّ المخملي، وتُعطِّر فمَكَ ثم تستحيل قطعًا تتكسَّر تحت أسنانِك كحلوى مُسكِرة، الجنونُ اللذيذ دون ضمانةٍ أو تأمين، ولا خطة بديلة.
مشاركة من Mohamed Gaber
، من كتاب