"لا أحب الحياة وأخاف من الموت، ولا حلّ أمامي، لهذا أتسلّى بروي القصص، وكلما تعقدت الحبكة وصعب بناؤها ازدادت متعتي.. أنا كائنٌ قلق، لا أنام بسهولة، وأنام قليلاً. أحتاج إلى حكايةٍ قبل النوم، أرويها لنفسي، أخترعها جديدة ومختلفة، حتى أتمكّن من الذهاب في الغفوة. إن لم تكن الحكاية شيقة وجديدة لا أستطيع أن أنام، ليست لديَّ أم تحكي لي قصصًا قبل النوم، لهذا فأنا أمي التي تحكي لي. اسمع، أنا لا أفعل الكثير لا تقلق، أنا أدوّن فقط قصصي التي أرويها لي في جميع الحالات، إن عرضك بالنسبة لي لا يكلفني سوى نقل هذه القصص من رويها الشفوي إلى تدوينها، ولأن التدوين وأنت تعرف ذلك يستلزم جهدًا أكثر من الروي الشفوي أنا أستحق المرتب الذي تدفعه لي! "
يذكر كلماتها جيدًا، يذكر أنها قالت كل ذلك الكلام، وأنها قالت أيضًا إنها تكره شروط العيش، العمل، الحاجة إلى الطعام، فواتير الكهرباء والماء، الضرائب، المواصلات.. كل هذه الشروط تجبرها على مغادرة قصصها، لتعيش، لتأكل وتشرب، وتدخّن، وتتنقل، وتستحم، مع أنها تفضّل أن تتحوَّل إلى قصّة، إلى شخصيةٍ محلوم بها، بدلاً من وطأة العيش اليومي.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب