أما الذي عاد به وكان جديداً هو: كراهيته الشديدة والشخصية لأمريكا وكل ما فيها ومن فيها، وحاول أن يعبّر عن تلك الكراهية بأكثر الكلمات عدوانية كان غاضباً بشدة من أمريكا والأمريكيين، وفي هذا الكتاب استنتجت أن كراهيته تلك ربما جاءت من أنه كان في سان فرانسيسكو، وهي منطقة عُرفت آنذاك بميولها العنصرية الشديدة نحو الزنوج أو السود ومن سوء الحظ أن ملامح وجه سيد قطب كانت أقرب إلى الملامح الزنجية ـــ وتوقعت أن يكون قد تعرض لمواقف عنصرية ومشاهد ازدراء، فهذا هو ما يمكن أن يفسر كراهيته ولنا أن نتخيل كاتباً يعلن أنه يحتقر أمريكا وشعبها وأنه يحتقر كل إنسان لا يحتقرها، وأن أي مصري أو عربي أو مسلم لا يحتقر أمريكا فإنه يستحق كراهيته واحتقاره! وبعد أن صدرت الطبعة الأولى من الكتاب، نشر وديع فلسطين مقالاً في جريدة الحياة اللندنية وهو صديق سيد قطب في سنوات الأربعينيات، جاء فيه أن سيد ـــ بالفعل ـــ تعرض هناك للاحتقار والازدراء وأن عنصرية سان فرانسيسكو قد طالته فأشعلت غضبه وألمه، وأخذت كراهيته تلك طابعاً ذاتياً بالأساس.
مشاركة من nasser
، من كتاب