بدا المكان برمته سفينة مثقوبة يتلاطم موجها البارد ليندلق عليّ من كل جانب ... أرتعش تحت انسيابه اللزج على جسدي الذي يتجمد جزءا فجزءا ... الخدر يصيب أطرافي ... ويندلق على عينيّ اللتين احسست بجفنيهما يتمددان باسترخاء على مساحتهما.. شفاهي تزرّق ... ترتجف ... تردد ما يردده من يستعد لموت مريح ... الأصوات تتداخل ... الوجوه تذوب ملامحها ... البرد يلسع أوصالي ... عيناي تغالبان الخدر الذي يُخيّط جفنيّ اللذين احسّ بثقلهما... بدت اختي سهر التي تمددت أمامي وقد لفت جسدها من رأسها حتى أخمص قدميها بعباءتها كفنا أسود مسجى وسط المكان ... السفينة تمخر عباب الموج ... الموج يتلاطم ... رذاذ الماء البارد يضرب أوصالي... السفينة تترنح ... الخدر يضغط على جسدي ... أحتضن طفلتي داليا الغافية بحضني لتلتحم بجسدي دون أن تبدي مقاومة ...ألف جسدينا بعباءتي السوداء وأحكم حشرها تحتي... حول قدميّ ... وداليا تلتحم بي كإنها تعود الى رحمي ... أمدّ جسدي جوار جسد سهر المسجى ... أستسلم للسعات البرد والخدر وصوت جبران خليل جبران يملأ رأسي ( لا تعش نصف حياة ولا تمت نصف موت ) إنّها الميتة الكاملة يا جبران.... ( مشهد من رواية هكذا تكلمت خالتي أم يعرب )
مشاركة من اندرو
، من كتاب