تنزل تقية إلى المقابر في جوف الليل كما أمرتها الخالة مسعودة، ليلة بعد ليلة، تبولُ فيها، تسرقُ عظامًا وجماجم، تقيم الحضرة والزار، وفي بعض الأوقات جلسات لتحضير الجان، وتنتظر عودة سمية، حتى إنها باعت ثلاثة قراريط من أرضها التي كانت تنتظرُ دخولها زمام المباني، وفي الليلة السابعة، بينما انشغل الحضور بالذكر والطعام؛ فوجئت تقية بطفل يضربُ الباب بشدة ويخبرها أن سمية ظهرت عند الساقية القديمة، هرولت من فورها ووجدت جمعًا من الناس يلتفون حول سمية التي كانت مهللة الملابس، فاقدة للنطق، تشيرُ إلى الترعة في ذهولٍ. احتضنتها وهي تبكي وتزغرد في آن، والتف الجميع حولهما يُقلِّبون كفًّا بكفٍّ، يتساءلون بفضول ريفيٍّ: "أين كانت طوال تلك المدة؟.. مَن فعل بها كذا وكذا؟.. هل كان محمود؟. أم الجان؟" وشاع خبر عودتها في دقائق.
يوم آخر للقتل > اقتباسات من رواية يوم آخر للقتل > اقتباس
مشاركة من Hana
، من كتاب