يوم آخر للقتل > اقتباسات من رواية يوم آخر للقتل > اقتباس

بعد ليلتينِ، وعندما تناهى إلى مسامع رحيل من أختيها أن أهل القرية ائتمروا لطردها مع ابنها ابن الحرام من زمامهم بالكامل، والبدري أيضًا إن اعترض؛ قررت الهروبَ في ستار الليل مع أختيها، ولم تخبر البدري بما عزمت عليه، ولم تأخذ قطعة اللحم الحمراء التي أسموها إبراهيم، أخذت فقط ذهبَها الذي كنزته طوال رحلتها في كار الغوازي، والذي كانت تدفنه أسفل أحد الأركان، والتقت بأختيها اللتين جمعتا كنزيهما، وقبل أن يصلن إلى أول القرية، وبينما كُنَّ على جسرٍ صغيرٍ فوق الترعة، اعترضهن من كلا جانبي الجسر جمعٌ من اللصوص الذين علموا بهروبهن من بعض الغجر ، تخاطفوا ما معهن من ذهبٍ بعد مقاومةٍ مستميتةٍ، ومزقوا عباءاتهن السوداء، وربطوهن بحبال سميكة وألقوا بهن في الترعة مخافة أن يفتضح أمرهم، ومن يومها انتشر في القرية إلى الآن أن الذي يمرُّ من جوار الجسر قبل الفجر بساعتين يشاهد ثلاث نساءٍ يرتدين عباءات سوداء مهلهلةٍ، ويصرخن من دون توقُّف، كما ذاع أيضًا بين أهل القرية أن البدري صار اسمه من حينها القرني، وهو اللقب الذي استمر في نسله إلى أن وصل إلى خليل والد سمية، كما استمر في نسله ذلك اللون الأمهق والشعر الكستنائي الباهت.

مشاركة من Hana ، من كتاب

يوم آخر للقتل

هذا الاقتباس من رواية

يوم آخر للقتل - هناء متولي

يوم آخر للقتل

تأليف (تأليف) 3.1
تحميل الكتاب