لقد كانت مسعودة فيما مضى تمتهنُ فتح المندل أبًا عن جدٍ، إلا أنَّ أباها نال شهرةً واسعة تخطَّت حدود محافظة الدقهلية إلى الوجه البحري بالكامل، وكانت تقيَّة تذكرُه جيدًا حين يستدعيه أبوها إلى منزلهم، كانت تراهُ وهي تتجسَّس يأتي بأفعالٍ عجيبة، كأن يُخرج من أسفل فرش الكنبة التي يجلس عليها حشيشًا وأفيونًا، ويجعل قوالب من الطوب تتحركُ، أو أنَّ كبشًا أسود عظيم القرون يظهرُ فجأةً ويطوف على الجالسين، ثم يختفي. في اليوم التالي، دخلت على مسعودة بعينين ذابلتين ومالٍ وذهبِ وصوتٍ مُرتعشٍ، لم تبذل مجهودًا كما كانت تتوقَّع، وجدَت مسعودة قد جهَّزَت البَخُور وخلافه، وأخبرتها أنها لم توافق على العودة إلى ما كانت عليه إلا لتساعدها في معرفة أين اختفت سُميَّة.."مرة تفوت.." قالتها بابتسامةٍ فاترةٍ لا معنى لها، وطلبت طفلًا لم يبلغ وعلى معرفةٍ بسمية، وفي أقل من خمس دقائق كانت تقية قد اتصلت بابنها أدهم الذي أحضر معه ابن عمه بأعوامه الثمانية.
يوم آخر للقتل > اقتباسات من رواية يوم آخر للقتل > اقتباس
مشاركة من Hana
، من كتاب