هو الذي كان يهيم أو ربما يضيع في موج البحر الذي يترامى تحت أقدامنا بزَبَدٍ أبيض يبقى على الرمل ولا يعود مع الماء المنحسر، زَبَدٌ لا معنى له قياسًا على باقي مخلوقات الله وأبي هو الآخر نفس الشيء! وإذا استرجعتُ طيفه في خيالي الآن أشعر بأنه لم يكن مرتاحًا، صمتُه يطول لأكثر من ربع الساعة والابتسامة بالكاد وكأنَّ ليس معه ولدٌ صغيرٌ في حاجةٍ لمَن يُداعبه ويُشاغله، وتجهُّم يعلو وجهَهُ، ليس تجهُّمَ إصرارٍ وتعافٍ، تجهم هوانٍ وقِلَّة حيلة؛ كان مسكينًا بجدارة، صحة لا بأسَ بها وهُزال من الداخل!
وكسة الشاويش > اقتباسات من رواية وكسة الشاويش > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب