من بين كل الأشياء التي اختفت، كانت شوكولاتة «بيض الكندر» أكثر ما افتقدتُه وعندما ضاقت الأسوار على غزَّة، وأخذت أحاديث الكبار تزداد حدَّة وأسى، رُحتُ أحسبُ قسوة الحصار بتناقص أعداد بيض الكندر اللذيذ، والمغلف بورق ملوَّن، يرتص لامعًا على رفوف الدكاكين، وفي داخله ألعابٌ رائعةٌ ولكن حين اختفى ذلك البيض وصارت تحدِّق بنا الرفوف الصدئة وهي خالية مما كان عليها، أدركتُ أن بيض الكندر هو ما كان يجلب الألوان إلى العالم من دونه، أصبحتْ حياتُنا ذات لونٍ معدني داكن، ثم مالت إلى الأسود والأبيض، على غرار ما كان العالم عليه في الأفلام المصرية القديمة، زمن ستي نظميَّة التي كانت أكثر فتيات بيت دراس جرأة ونمردة وحتى بعد حفر الأنفاق تحت الحدود بين غزة ومصر لتهريب ضرورات الحياة، ظلَّ بيض الكندر عزيز المنال.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب