تقضي الأيام في التفكير وتخطط وتقيس كل خطوة بعناية، وفي الوقت نفسه تسقط عليك الحياة كالفيضان، تلطمك کما يحلو لها، في عمق مصيرك المضطرب. هذه هي الحقيقة، ونحن جميعا نعرف هذا، إلا أننا نتظاهر بعكسه، وفي كل صباح نستيقظ ونبدأ من جديد عملنا الجاد والدقيق، مثل قائدي الأوركسترا الذين يصعدون على خشبة المسرح في أناقة ومعهم حامل النوتة والموسيقي والعصا في يد، وذلك التعبير الفخور والواثق والذي يجعلهم أكثر الأشخاص سخافة في الكون. ونحن نصر على أن نقود حفلنا الموسيقي بينها تلقي علينا الحياة بعواصف وأعاصير ورعود تخرق طبلة الأذن، ورياح تصفعنا وتجرف بعيدا الأوراق عن الحامل ثم تجرف الحامل نفسه، تمزق السترة والبنطال وتتركنا باللباس الداخلي. وفي الوقت نفسه نركز جميعًا على الاستمرار في تحريك عصانا في الإعصار حتى تأتينا دفعة رياح أخرى وتنزعها من يدينا، وتلك التالية تكون هي الأخيرة لأنها تحملنا نحن أيضًا بعيدًا. ووداعًا
مشاركة من mostafa hamza
، من كتاب