❞ كل هذا الدخان تلاشى ولم يترك له شيء، وفي تلك اللحظة عرف أن رصيده من الحظ انتهى وأن كل أحلامه تلاشت عندما انطفأ وهج السيجارة بالدماء التي انفجرت من عنقه الذي طعن بمسمار طويل من الصلب في لحظة خاطفة لم يراها قادمة، لم يفكر في النظر إلى من فعل ذلك أكثر، بل فكر في ذهول كيف قطع الموت كل تلك الأحداث دون سابق إنذار، وعرف في تلك اللحظة أنه لا يوجد شيء اسمه حظ، وأنه إنسان إنسان عادي مثل الآخرين، لم ير الموت يحدق به من بعيد ولم يراه وهو أمامه، ولم يسمع كل التحذيرات الدينية والدنيوية أنه قادم ولم يستعد له بأي شيء.
وبينما يقع محاولا الإمساك بأي شيء بأعصاب محلولة، ينظر فلا يجد أحد حوله وعينيه تدور في جنون بحثا عن شخص أو شيء ما يحاول طمأنته وهو راحل لم يجد أيضا، لا يوجد نهاية أفظع من تلك، أن تموت مسروقا من رصيد وقت وهمي اعتقدت أنه لك، وحيدا دون شخص يعبر معك ويطمئنك في طريقك للمجهول، ومفلسا دون رصيد معك للآخرة. ❝
مشاركة من Omar Abdulrahman
، من كتاب