"في الواقع، لا ينبغي أن يُعمينا معيار المبالغة في التهذيب الاجتماعيّ عند پروست عن درجة عدم الصدق الذي تستلزمه كلّ صداقة، وهو الشرط الحاضر دومًا عند توجيه كلمة دمثة، ولو خاوية، لصديقة تُهدينا بفخر مجموعة شعريّة لها أو تُرينا مولودها الجديد وإنّ اعتبار هذا التّهذيب الاجتماعيّ نفاقًا يعني تجاهل أنّنا كذبنا بلباقة لا كي نُخفي نوايا حاقدة أساسًا، بل لنؤكّد شعورنا بالمحبّة الذي قد يُشكَّك به لو لم تكن تلك درجةٌ من المديح والمجاملة بسبب تعلّق الناس المُفرط بأشعارهم أو أطفالهم ويبدو أنّ ثمة هوّة بين ما يحتاج الآخرون إلى سماعه منّا كي يتأكّدوا من محبّتنا لهم، ومدى الأفكار السلبيّة التي نعلم أنّنا نشعر بها حيالهم مع أننا لا نزال نحبّهم نُدرك أنّه من الممكن أن ننظر إلى الشخص على أنه سيئ في الشِّعر ومتفهّم عمومًا في آن، ميّال إلى الغرور وساحر، يُعاني من رائحة الفم الكريهة ولكنّه لطيف ولكنّ حساسيّة الآخرين تعني أنّ الجانب السلبيّ من المعادلة نادرًا ما يمكن التّصريح به من دون المجازفة بانهيار العلاقة نؤمن عادةً بأنّ الثرثرة عنّا تولّدتْ بفعل مستوى من الحقد أكبر (وأكثر حدّة) من الحقد الذي أحسسناه بأنفسنا حيال آخر شخص ثرثرنا عنه، شخص يمكن الاستهزاء من عاداته من دون أن يتسبّب هذا بتغيير مشاعرنا نحوه. "
آلان دو بوتون
#كيف_يمكن_لبروست_أن_يغيّر_حياتك
مشاركة من Mohamed Khattab
، من كتاب
كيف يمكن لبروست أن يغيّر حياتك
أوافق