وكان حنوي وحنو أمهم عليهم بالغ الحد، حتى كثيراً ما ضحّينا بسعادتنا لِسعادتهم، وتعبنا لراحتهم، وأنفقنا من صحتنا محافظة على صحتهم، ونحن نطمع أن يتولى الله وحده الجزاء. أمَّا هُم فقد يحاسبوننا على الكلمة الصّغيرة يظنون أنها تجرح إحساسهم، وعلى التقصير القليل يَظُنُّونه مسًّا بحقوقهم، وعلى العمل يسيئون تفسيره، وقد يكون الغرض منه خيرهم؛ ولكن الموقف النبيل يقضي بأن تربية الأولاد ليست تجارة، تعطي لتأخذ وتبيع لتربح، إنَّما هي واجبٌ يُؤَدِّيه الآباء لأبنائهم وأمتهم، فإن قَدَّرَهُ الأبناء فأدوا واجبهم نحو آبائهم فبها، وإلَّا فقد فعل الآباء ما عليهم، والمكافئ الله..!