رأيته نائمًا فوق سريره مبرق العينين كأنه جثة تتنفس ببطء.. سكون لا يتخلله غير صوت دقات قلبه الرتيبة.. عند غروب الشمس تنتابه رعشات قوية يهتز لها فراشه وتجحظ عيناه بشدة محاولًا فك قيوده.. يصرخ بصوت يهز القلوب.. كأنه صوت قادم من الجحيم.. ثم تُكتب بعدها تلك الجملة المخيفة الّتي ظنوها كالسحر بدماء حقيقية مجهولة على الحائط:

"سينتصر الشيطان وعلامة ذلك أن يُحبس الناس في مدن الأحلام وهم على قيد الحياة"

وأسفلها توقيع (هيبنوس)

حاولوا تغيير غرفته فتكرر الأمر:

"سينتصر الشيطان وعلامة ذلك أن يُحبس الناس في مدن الأحلام وهم على قيد الحياة"

هيبنوس

شهر كامل على نفس الحال حتى انتهى الأمر بغتة.. اختفت تلك الجملة من غرفته وسكنت رعشاته.. ودخل في حالة من النوم لا يستيقظ منها.. بعدها انتشر المرض وتفشى بين الناس.

بحثتُ عن معنى كلمة هيبنوس.. لفظ أطلقه الإغريق على إله النوم المسئول عن إدخال الناس في حالة النوم منذ أن خُلق الإنسان.

--أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد المصابين بمرض النعاس الجبريّ قد تخطى حاجز الخمسة مليارات في العالم أجمع والجدير بالذكر أن الفشل...

جاء صوت المذيع عبر راديو الحافلة كصوت بعيد يتردد اسمع بعضه ولا استمع إلى أغلبه.. كأنه يحاول يائسًا لانتشالي من غفوة جديدة تُهاجمني.. قاومتها بكل قوة ومع ذلك لم استطع منع عينيّ من القفز في بئر من سبات فجائي.. قاومتُ.. صرخ عقلي بأوامره وكأنه يجذب عينيّ المكبلتين بأكبر الجبال في العالم نحو يقظة جبريّة حتى فتحت عينيّ فجأة.. موجة عالية من بركان ثائر يملؤه الحميم يقترب نحو الحافلة.. هلعتُ صائحًا قبل أن ترتطم تلك الموجة بالحافلة وتحيلنا لرماد فاني:

--البركان.. البركان.

نظر ناحيتي مساعد السائق من دون أن يتحرك من مكانه.. ضحك الرجل الجالس في جواري:

--هلاوس وضلالات بصرية.

#عمرو_البدالي

#أبواب_هيبنوس

#ن_للنشر_والتوزيع