إن الحس الديني ينمو في داخلنا مع تقدم السن، لأنه حين تهدأ العواطف وتستقر المشاعر ويصعب استثارة الشهوات والرغبات، يصبح العقل أكثر قدرة على التفكر دون مصاعب أو تشويش قد تسببه الضلالات والخيالات والرغبات والغوايات التي كانت تغرقه من قبل.
حينئذٍ يتجلى له الرب وكأنه يظهر له من خلف سحابة، فتراه البصيرة وتشعر به الروح فتسمو وتتجه إلى منبع كل نور.
وقتها تتجه إليه فطريًا، بعدما بدأ يتلاشى كل ما كان يعطي عالم الماديات سحره وحيويته تاركًا إيانا في فراغ.
وقد أصبح الآن العالم المادي بلا دعم من الانطباعات الداخلية أو الخارجية، فنشعر بحاجتنا لأن نتوكل على أصل ثابت، على كيان لا يخدعنا أو يتلاعب بنا، على حقيقة مطلقة أزلية أبدية.
عالم جديد رائع > اقتباسات من رواية عالم جديد رائع > اقتباس
مشاركة من هبة أحمد توفيق
، من كتاب