وعلى الرغم من عودة أم كلثوم إلى الساحة الغنائية مرة أخرى، كان رجوعها مشوبًا بالتقطع والخوف والحذر، خصوصًا في لحظات الصدام وافتراق الطرق بين العهدين، واتساع الهوة بين الحرس القديم ورجال المرحلة الجدد الذين قادتهم ثورة التصحيح إلى المشهد السياسي ،فكانت سنواتها الأخيرة مجرد تشبث بعالم ينهار، وتعلق بمرحلة تاريخية كاملة أغلقتها مصر بالدموع يوم وفاة عبد الناصر. عاشت أم كلثوم تحت سماء القاهرة خمس سنوات فِعليًا بعد رحيل القائد والزعيم ولكنها خلال تلك السنوات قد تغيرت كليًا؛ فتر حماسها، وجفّت ينابيع الغناء داخلها، وتلاشت همتها تدريجيًّا، فكانت سنواتها في السبعينيات مثل سنوات من الموت في الكون!
مشاركة من Marwa
، من كتاب