نابئ الرسول > اقتباسات من رواية نابئ الرسول > اقتباس

كنت جالسة منزوية فى زاوية الحجرة، ركبتاى إلى وجهى أراقب بعينين متسعين حمسهما الفضول، أتابع خيالات الكدر تتسحب إلى الحجرة من نظرات السيدات الجالسات فى صمت كصمت الموتى، يتابعن أمى التى شرعت فى فتح عينيها المغلقتين يحوطهما سواد التعب، أمالت رأسها تتطلع فى وجه وليدها الصغير الراقد فى صمت مسدول الأوصال جنبها، وما أن وقعت عليه حتى انقلبت سحنتها فى الحال، وركب الفزع على كتفيها، فقامت تعتدل متحاملة على نفسها وألم أسفل بطنها، هرعت إليها جدتى فأسندتها وعاونتها القابلة، أرادت أن تتفحص وليدها، فكت طيات اللفائف من حوله، فانفطر باكيا، عينتْ عيناها بذعر على وجهه الذى كان يشهق ويزفر من ثقبين فوق فمه، ربتت جدتى على ظهرها مواسية، بينما القابلة قالت معزية :

" هى مشيئة الرب. "

مشاركة من محمد عادل ، من كتاب

نابئ الرسول

هذا الاقتباس من رواية