لم يَبْدُ لي حقيقيّاً عدم وجود عناصر أمن في المحطة، عدم وجود آثار البنادق والثياب المموّهة، وعدم وجود ثقوب في الجدران، بفعل الطلقات النارية. كنت في حيرة. مثل الحيوان الذي قضى كل حياته داخل قفص، ثم تُرِكَ له الباب مفتوحاً فجأةً؛ ليصبح حراً. صدمني شعور بالنشوة المبالغ فيها، التي بدلاً من أن تدفعني إلى الأمام، أصابتني بالشلل على الفور. راودتني نفسي أن أعود أدراجي، وأن أصعد مجدّداً إلى الحافلة، والعودة إلى مكاني الطبيعي؛ حيث كانت تقاس الحرية عن طريق حساب عدد الألغام الأرضية وفوارغ قذائف الهاون. الحصول بشكل مفاجئ على قدر مبالغ فيه من الحرية أمرٌ ضارّ، لا يناسب البشر. هذا ما جال في خاطري صباح ذلك اليوم، وقت الفجر، بينما كانت الشمس تتخلّل على استحياءٍ من خلال الشقوق بين السقف الخشبي للمحطة والجدران. ❝
#أبجد
#لا_تقولي_أنك_خائفة
مشاركة من Reham Magdy Alkady
، من كتاب